Saturday, October 20, 2012

سفراء الوطن.. جنود الوطن..






سفراء الوطن.. جنود الوطن

هم ليسوا دبلوماسيون ممن يحملون الجوازات الخضراء ويتمتعون بالحصانة الدبلوماسية.. وهم ليسوا ممن يسافرون على مقاعد درجات رجال الأعمال.. وهم ليسوا ممن يعقدون اجتماعاتهم في بهو فنادق الخمس نجوم ويحتسون أفضل فناجين القهوة..

هم ليسوا عسكريين ممن يحملون الرتب العسكرية من نجوم وتيجان.. وهم ليسوا ممن تؤدى إليهم التحية من بقية العسكر..

هم لا يعملون لدى الدولة.. ولا يتقاضون أجراً منها.. هم لا ينتظرون أجراً أصلا.. وهل يعقل أن يتقاضى أحد أجراً لاعتناءه بأمه ؟

إذاً من هم هؤلاء السفراء ؟ من هم هؤلاء الجنود ؟ إنهم المنظمون من أعضاء جمعية سفينة شباب العالم البحرينية الذين نجحوا في تنظيم التجمع العالمي السادس لبرنامج سفينة شباب العالم والذي أقيم على أرض البحرين في بداية شهر أكتوبر 2012 والذي حضره أكثر من 120 شاب وشابة من مختلف أنحاء العالم.

قام هؤلاء السفراء بتمثيل وطنهم داخل وطنهم في أبهى حلة وأظهروا أهم ما يتميز به أهل هذه الجزيرة الصغيرة، ألا وهي حسن الضيافة والكرم وحسن الخلق. لن أنسى اللوحات الفنية التي رسمت على وجوه المشاركين من لوحات السعادة ولوحات الابتسامة ولوحات الارتياح والانبهار لما قدمه هؤلاء السفراء لهم من خلال تعاملهم الراقي مع المشاركين الضيوف حيث قاموا بتوفير كل ما استطاعوا لهم طواعيةً من أنفسهم لا يريدون شيئاً مقابل هذا سوى حب الوطن وأن يكونوا خير سفراء له.

قام هؤلاء الجنود بحماية وطنهم من خلال تعريف الضيوف على معالم هذا البلد وترسيخ النقاط الأساسية التي تعكس التطور الحضاري لبلدنا الغالية. والذود والدفاع عن كل المغالطات التي من شأنها أن تعكس صورة سلبية عن البلد.

عندما يرحل الاسترالي والياباني والكيني والأسباني والكندي والبرازيلي والمكسيكي وغيرهم كثير عن البحرين بعد أن قضوا فيها ما يقارب الأسبوع وهم منبهرين لا يعرفون ولا يستطيعون أن يعبروا عن مدى شكرهم وسعادتهم لما تم تقديمه لهم في هذه الفترة ولما رأوه من محاسن البلد وأهل البلد وتاريخ البلد.. عندما يرحلون والدموع تغرق أعينهم.. عندما يرحل ممثلوا الجهات الرسمية اليابانية وهم يقولون للمنظمين "لقد أتعبتم من بعدكم"..فاعلموا أنكم قد أبهرتم شعوب العالم وحزتم على رضاهم ومثلتم بلادكم ودينكم خير تمثيل.. فهنيئاً لكم.

لقد حزتم على ثقة قادة البلد، وكنتم حق لها، فهذا لتجمع لم يكن بالأمر الهين أو السهل، وإن كان البعض يعتقد أنه كان تجمعاً عادياً كغيره. ولكم أن تتخيلوا ماذا كان سيحصل لو حصل مكروه لأحد أو بعض المشاركين أو مشكلة كبيرة في التنظيم خلال تواجدهم في البحرين؟ لكان سيسبب حرجاً للمسئولين وكان سيؤثر على سمعة البحرين خارجياً. ولكنكم برهنتم للجميع بأنكم كنتم خير السفراء وخير الجنود وخير شباب الوطن ممن يؤتمنون على مهام كبيرة لها وزنها داخلياً وخارجياً. وما كان حضور سمو الشيخ ناصر بن حمد لإلقاء كلمة أمام هذا الجمع إلا دليل هذه الثقة.

120 شاب وشابة، تركوا البحرين بانطباع جميل عنها.. وهذا الانطباع ينتقل عبر اللسان بشكل كبير. وبمعادلة حسابية بسيطة نرى هذا التأثير، فلنفرض أن كل مشارك سيتحدث إلى 15 من الأصدقاء والأهل بشكل تفصيلي على الأقل، فيزيد عدد الانطباع الجيد إلى 1800 شخص، واللذين بدورهم سينقلون الأخبار إلى 5 أشخاص اللذين سينقلون الأخبار إلى شخص واحد، ليصل عدد الأشخاص اللذين حصلوا على انطباع جيد عن البحرين إلى 15 ألف شخص على أقل تقدير. نعم.. 15 ألف شخص على الأقل سمعوا عن حسن ضيافتكم وعن كرمكم وعن أخلاقكم وعن بلدكم وعن شبابكم الطموح. وهنا لم نأخذ في الحسبان انتقال الأخبار والصور من خلال شبكات التواصل الإجتماعي، فهنيئاً أنتم للبحرين على انجازكم.

هناك من يريدون الاصطياد في الماء العكر وسيرددون إن لم يكونوا قد رددوها "كيف تقومون بتنظيم مثل هذا التجمع والبحرين تمر بأزمة؟" نقول لهم نعم! تمر البحرين بأزمة ولا ننكر هذا، ولكن لا ولن يمنعنا أي شئ في أن نكون عند حسن ضيافتنا، فمن يأتي إلينا نمد له أذرعنا احتضاناً، لأنه من شيمنا ومن عاداتنا أن نحسن ضيافة وفودنا حتى وإن كانت في أوقات صعبة تمر بنا، وهي أوقات صعبة نعلم من يريد لها أن تستمر. وما عملنا إلا لإظهار صورة حسنة وطيبة عن بلدنا وديننا وشعبنا. إننا نقوم بإعادة بناء ما قام بهدمه البعض الآخر وهذا أقل ما نستطيع أن نعمله لتراب وطننا.

سفراء الوطن.. جنود الوطن.. أعضاء الجمعية.. جميعكم كنتم جزءاً من هذا التنظيم الرائع، بعضكم بدأ العمل قبل سنة تقريباً لهذا التجمع، البعض الآخر لم يأخذ قسطاً من الراحة في أيام التجمع، والبعض ابتسم في وجوه الضيوف. لا تستصغروا أي عمل قمتم به، فكل ما قمتم به قد كان جزءاً من بصمة النجاح لهذا التجمع.

لن ننسى أن نشكر الله على توفيقه لنا في اجتياز هذا العمل الرائع، فله كل الحمد والمنه.

المؤسسة العامة للشباب والرياضة.. لولا دعمهم اللامحدود لما استطعنا اخراج التجمع بهذه الحلة، وليس هذا بالجديد عليهم، فهم سباقين في دعم الشباب.. نعجز عن شكرهم..

كثير من المواقف لها أن تذكر.. كثير من الأسماء لها أن تشكر.. لن نذكر المواقف ولن نشكر الأسماء.. لأننا سنسى الكثير.. وبالنسيان سنظلم الآخرين..

ودمتم خير السفراء.. خير الجنود.. خير الإخوان.. خير الأخوات.. معرفتكم شرف لي..


أحمد

15 أكتوبر 2012